شهرزاد نكهة امرأة
عدد الرسائل : 9 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: هدهد سليمان السبت أكتوبر 11, 2008 1:49 am | |
| أين لي هذا المساء بهدهد سليمان.. يأتيني منك بنبأ عظيم؟
لا أعلم من منهما غدر بي هذا المساء فأيقظ الآخر وطار به على غفلة مني إليك هل أيقظ قلبي ذاكرتي؟ أم أيقظت ذاكرتي قلبي؟ فوجدتني أقف على باب حكايتك المشمَّع بالفراق وأستند إلى جدارها المبلل بدمع الغياب وأتساءل بمرارة: ما أخبارها الآن معك؟
هل حفظت وصاياي بك؟ أم أنها ضيعتها وضيعتك؟ هل أحسنت استقبال الشتاء معك؟ فدثرت قدميك بالجوارب الصوفية كي لا يتسلل برد الشتاء من قدميك إليك؟ وطوقت عنقك بكوفية شتوية كي لا يؤذي الهواء البارد صدرك؟ أم أنها تركتك على باب الشتاء كالطائر الوحيد ترتعش برداً ووحدة وفراغاً؟
هل سهرت ليل الشتاء معك؟ كي تسقيك شراباً دافئاً وأنت تزدحم بين كتبك وأوراقك؟ ومسحت رأسك بأمومة وهي توصيك ألا ينال السهر من عينيك أكثر؟ وجلست في المقعد المقابل لك تقاوم النوم عيناها سهراً على راحتك؟ أم أنها خلفتك وراءها بإهمال وغطت في نوم عميق عميق وبرد السهر يأكل أطراف صحتك؟
هل لاعبت الطفل بك؟ فقلمت أظفار يديك وقدميك ومسحت بيديها على وجهك ورسمت بإصبعها عينيك وأنفك وشفتيك وحاجبيك وكتبت على جبينك بأناملها أحبك/ أحبك/ أحبك؟ أم أنها ما أذاقتك يوماً طعم حمى الشوق في قلب امرأة عاشقة ولا طارت بك إلى مدن من العشق المجنون؟
هل دللت الرجل بك؟ فجلست عند قدميك بالماء الدافيء والملح ومشطت شعرك قبل كل خروج ووقفت خلفك بالمنشفة بعد كل وضوء وأحرقت قطع العود تحت ردائك قبل كل صلاة وودعتك بدعاء.. واستقبلتك بدعاء؟ أم أنها لم تتقن في حياتك يوماً سوى دور زوجة شرقية تقليدية روتينية؟
هل أرضت غرور المبدع بك؟ فصفقت لنزفك طويلاً وطوقت قصيدتك الجديدة بإطار جميل فاجأتك بوضعه عند سريرك؟ أم أنه بينها وبين قصائدك ألف مدينة وألف مسافة.. وألف عام وألف ألف غربة غربة؟
هل أجادت مراقصة العاشق بك؟ فأبدت زينتها لك عند كل شوق وغنت لك أغاني الشوق عند كل لقاء وشيدت للعاطفة في أعماقك مدناً وأوطاناً؟ أم تركتك وحيداً.. تجوب مدن الحكايات بحثاً عن حكاية دافئة تملأ فراغ العاطفة بك؟
هل مارست دور الأم في حياتك؟ فشعرت بحزنك قبل حزنك وحزنت لألمك قبل ألمك والتقطت دموعك بكفيها كحبات المطر المتساقطة من سماء عينيك أم أن أمومتها الأخرى قد سرقتها من ممارسة أمومتها بحضورك؟
هل احتفظت معك بيوم ميلادك؟ وأمسكت يديك وطارت بك إلى البعيد لتلدك مرة أخرى بميلاد جديد.. وشهادة جديدة.. وروح جديدة؟ أم أن ذكرى ميلادك مرتها مرور الكرام فأهملتك.. وآلمتك بلا قصد منها؟
هل اعتادت أن تملأ عالمك بالبخور كل مساء؟ وتضع على سريرك وردة حمراء وتجلس في انتظارك كأميرات الحكايا تخبيء لك في ضفائرها عطراً تعشقه؟ أم أنك تأوي إلى فراشك كل ليلة وحيداً غريباً لا أحد معك على الرغم من وجودها.. سواك | |
|