عمر موسى متهم
عدد الرسائل : 433 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
| موضوع: مختارات محمود درويش .. الأربعاء أكتوبر 01, 2008 11:05 am | |
|
موال ....
خسرت حلما جميلا،
خسرت لسع الزنابق
و كان ليلي طويلا،
على سياج الحدائق
وما خسرت السبيلا
لقد تعوّد كفّى،
على جراح الأماني
هزي يدي بعنف.. ينساب نهر الأغاني
يا أم مهري و سيفي!
_يمّا.. مويل الهوى
_يمّا ..مويليا
"ضرب الخناجر.. و لا "
"حكم النذل فيّا "
*
يداك فوق جبيني،تاجان من كبرياء
إذا انحنيت ،انحنى ، تل وضاعت سماء
ولا أعود جديرا بقبلة أو دعاء
و الباب يوصد دوني
كوني على شفتيا اسما لكل الفصول
لم يأخذوا من يديّا ، إلا مناخ الحقول
و أنت عندي دنيا!
"يمّا.. مويل الهوى "
"يمّا.. مويليا "
"ضرب الخناجر.. و لا "
"حكم النذل فيّا "
*
الريح تنعس عندي .. على جبين ابتسامة
و القيد خاتم مجد ، و شامة للكرامة
و ساعدي.. للتحدي
على يديك تصلي طفولة المستقبل
وخلف خفنيك، طفلي يقول: يومي أجمل
و أنت شمسي و ظلي
*
"يمّا.. مويل الهوى "
"يمّا.. مويليا "
"ضرب الخناجر.. و لا "
"حكم النذل فيّا "
الأرض ،أم أنت عندي أم أنتما توأمان
مد مدّ للشمس زندي؟ الأرض، أم مقلتان
سيان سيان.. عندي
*
إذا خسرت الصديقة فقدت طعم السنابل
و إن فقدت الحديقة ضيّعت عطر الجدائل
و ضاع حلم الحقيقة
*
عن الورد أدافع شوقا إلى شفتيك
وعن تراب الشوارع خوفا على قدميك
و عن دفاعي أدافع
*
"يمّا..مويل الهوى "
"يما.. مويليا "
"ضرب الخناجر.. و لا "
"حكم النذل فيّا"
| |
|
حنين سحابة شوق
عدد الرسائل : 361 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: رد: مختارات محمود درويش .. الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 7:48 pm | |
| صحيفة 26سبتمبر قل ما تشاء قل ما تشاء. ضع النقاط على الحروف. ضع الحروف مع الحروف لتولد الكلمات، غامضةً وواضحةً، ويبتدىء الكلام. ضع الكلام على المجاز. ضع المجاز على الخيال. ضع الخيال على تلفته البعيد. ضع البعيد على البعيد... سيولد الايقاع عند تشابك الصور الغريبة من لقاء الواقعي مع الخيالي المشاكس/ هل كتبت قصيدةً؟ كلا! لعل هناك ملحاً زائداً أو ناقصاً في المفردات. لعل حادثةً اخلت بالتوازن في معادلة الظلال. لعل نسراً مات في أعلى الجبال. ولعل أرض الرمز خفت في الكناية فاستباحتها الرياح. لعلها ثقلت على ريش الخيال.. لعل قلبك لم يفكر جيداً، لعل فكرك لم يحس بما يرجك. فالقصيدة، زوجة الغد وآبنة الماضي، تخيم في مكانٍ غامضٍ بين الكتابة والكلام/ فهل كتبت قصيدةً؟ كلا! إذن، ماذا كتبت؟ كتبت درساً جامعياً، واعتزلت الشعر منذ عرفت كيمياء القصيدة... واعتزلت!
لا تكتب التاريخ شعراً لا تكتب التاريخ شعراً، فالسلاح هو المؤرخ. والمؤرخ لا يصاب برعشة الحمى إذا سمى ضحاياه ولا يصغي الى سردية الجيتار. والتاريخ يوميات أسلحةٍ مدونة على اجسادنا. «إن الذكي العبقري هو القوي». وليس للتاريخ عاطفة لنشعر بالحنين الى بدايتنا، ولا قصد لنعرف ما الأمام وما الوراء... ولا استراحات على سكك الحديد لندفن الموتى، وننظر صوب ما فعل الزمان بنا هناك، وما فعلنا بالزمن. كأننا منه وخارجه. فلا هو منطقي او بديهي لنكسر ما تبقى من خرافتنا عن الزمن السعيد، ولا خرافي لنرضى بالإقامة عند أبواب القيامة. إنه فينا وخارجنا.. وتكرار جنوني، من المقلاع حتى الصاعق النووي. يصنعنا ونصنعه بلا هدفٍ... هل التاريخ لم يولد كما شئنا، لأن الكائن البشري لم يوجد؟ فلاسفة وفنانون مروا من هناك... ودون الشعراء يوميات أزهار البنفسج ثم مروا من هناك... وصدق الفقراء أخباراً عن الفردوس وانتظروا هناك... وجاء آلهة لإنقاذ الطبيعة من ألوهيتنا ومروا من هناك. وليس للتاريخ وقت للتأمل، ليس للتاريخ مرآة في شهوة الايقاع ووجه سافر. هو واقع لا واقعي أو خيال لا خيالي، فلا تكتبه. لا تكتبه، لا تكتبه شعراً!
ماذا سيبقى؟ ماذا سيبقى من هبات الغيمة البيضاء؟ - زهرة بيلسان ماذا سيبقى من رذاذ الموجة الزرقاء؟ - ايقاع الزمان ماذا سيبقى من نزيف الفكرة الخضراء؟ - ماء في عروق السنديان ماذا سيبقى من دموع الحب؟ - وشم ناعم في الأرجوان ماذا سيبقى من غبار البحث عن معنى؟ - طريق العنفوان ماذا سيبقى من طريق الرحلة الكبرى الى المجهول؟ - أغنية المسافر للحصان ماذا سيبقى من سراب الحلم؟ - آثار السماء على الكمان ماذا سيبقى من لقاء الشيء بالاشيء؟ - إحساس الألوهة بالأمان ماذا سيبقى من كلام الشاعر العربي؟ - هاوية.. وخيط من دخان ماذا سيبقى من كلامك أنت؟ - نسيان ضروري لذاكرة المكان!
لا أعرف اسمك - لا أعرف اسمكِ > سمني ما شئتَ - لستِ غزالةً > كلا. ولا فرساً - ولستِ حمامة المنفى > ولا حوريةً - من أنتِ؟ ما اسمكِ؟ > سمني، لأكون ما سميتني - لا أستطيع، لانني ريح وأنتِ غريبة مثلي، وللأسماء أرض ما > إذن، أنا «لا أحد» > لا أعرف اسمكَ، ما اسمكَ؟ - اختاري من الأسماء أقربها إلى النسيان. سميني أكن في أهل هذا الليل ما سميتني! > لا استطيع لأنني امرأة مسافرة على ريح. وأنت مسافر مثلي، وللأسماء عائلة وبيت واضح - فإذن، أنا «لا شيء»... قالت «لا أحد»: سأعبىء اسمك شهوةً. جسدي يلمك من جهاتك كلها. جسدي يضمك من جهاتي كلها، لتكون شيئاً ما ونمضي باحثين عن الحياة... فقال «لا شيء»: الحياة جميلة معكِ... الحياة جميلة!
هي في المساء هي في المساء وحيدة، وأنا وحيد مثلها... بيني وبين شموعها في المطعم الشتوي طاولتان فارغتان (لا شيء يعكر صمتنا) هي لا تراني، إذ أراها حين تقطف وردةً من صدرها وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أرشف من نبيذي قبلةً... هي لا تفتت خبزها وأنا كذلك لا أريق الماء فوق الشرشف الورقي (لا شيء يكدر صفونا) هي وحدها، وأنا أمام جمالها وحدي. لماذا لا توحدنا الهشاشة؟ قلت في نفسي- لماذا لا أذوق نبيذها؟ هي لا تراني، إذ أراها حين ترفع ساقها عن ساقها... وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني حين أخلع معطفي... لا شيء يزعجها معي لا شيء يزعجني، فنحن الآن منسجمان في النسيان... كان عشاؤنا، كل على حدةٍ، شهياً كان صوت الليل أزرق لم أكن وحدي، ولا هي وحدها كنا معاً نصغي إلى البلور (لا شيء يكسر ليلنا) هي لا تقول: الحب يولد كائناً حيا ويمسي فكرةً. وأنا كذلك لا أقول: الحب أمسى فكرةً لكنه يبدو كذلك...
| |
|