[center]تعتبر القصة القصيرة فنا حديثا لا يتجاوز عمره قرنا ونيف ...اشتهرت في روسيا على يد جوجل وتشيكوف ... وفي فرنسا كان جي دي موباسان .. وفي أمريكا برع فيها .. إدغار ألان بو .. كان كاتب القصة القصيرة يعتبر دخيلا على الأدب والثقافة ..لذلك كان يتم نشرها تحت عنوان فكاهة .. أو حكاية ... حتى أصبحت فنا رفيعا له أدوات وتقنيات ومهارات وموهبة ....
ما هي القصة القصيرة ؟
اختلفوا في تعريفها إذ عرفها البعض على أنها تصوير حدث في ظرف غير عادي تعرض له شخص عادي .. وعرفها آخرون على أنها : تصوير حدث تعرض له شخص غير عادي في ظرف عادي ...
ما يهمنا هنا أن نميز بين القصة القصيرة ... والرواية ...
إن اختصار الرواية لا يمكن أن نعتبره قصة قصيرة ... ذلك أن الأخيرة لا تختلف عن الرواية فقط من حيث عدد الصفحات ... بل تختلف عنها من حيث المساحة الزمانية والمكانية .. والحدث ... فالقصة القصيرة : عنصرها الزماني والمكاني محدودين ... والحدث غالبا ما يكون حدثا واحدا غير مركب ... بعكس الرواية التي تمتد على مساحة واسعة من الزمان والمكان ... والأحداث فيها تتشعب....
كذلك فإنها تختلف عن الخبر في أن الخبر صياغة تقريرية لحادث ما .. بينما القصة القصيرة بناء وتركيب وتحليل ...
مكونات القصة :
تتكون القصة القصيرة التركيبية من ثلاثة عناصر :
1) العقدة
2) الصراع
3) الحل ..
كيف تكتب قصة قصيرة ؟
لا يمكن للقصة القصيرة أن تكون ناجحة إذا بدأت بمقدمة فاشلة خالية من عنصر التشويق ..
إبدأ القصة القصيرة بالإثارة , كأن تقول :
كاد أحمد أن يغص وهو يشرب الماء على مائدة الإفطار حين سمع ذات الضحكة النانة الطويلة ... لم تختفي هذه المرة كعادتها ... فحين أطل من النافذة شاهدها بوضوح ..
كانت في ملابس السباحة , يفيض وجهها عذوبة وإشراقا ...
رمقته بنظرة عابثة .. ثم مضت نحو الشاطيء ... وما زال طيف ابتسامة يغازل وجهها ...
كذلك يمكن أن تكون المقدمة على النحو التالي :
كاد أن يسكب فنجان القهوة حين دوى صوت انفجار اهتزت له أركان الحجرة ... وحين أطل من النافذة شاهد اصطدام مركبتين ....تناثر زجاجهما . وتخضب حطامهما بالدماء ...
أو يمكن أن تكون البداية هكذا :
تناول الورقة حين مرت به مركبة مسرعة فتطاير رذاذ الوحل على حذائه ... أراد أن ينظف حذاءه من الطين لولا أن لفت انتباهه شكل الورقة والطريقة التي طويت بها ...
فتح الورقة وقرأ ما بها ...
شعر قشعريرة تسري في أوصاله .. تلفت حوله وخيل إليه أن أحدا يلاحقه ...
أطلق ساقيه للريح واتجه صوب المنزل .. كان لا بد أن يتخلص من الورقة ...
طبعا نحن لا نستطيع أن نفرض على القاريءنمط المقدمة .. لكن يشترط أن يتوفر بها عنصر التشويق...
والمقدمة تقودك إلى العقدة ...... يتبع[/center]