حنين سحابة شوق
عدد الرسائل : 361 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: بين الخوف والرجاء ... الأحد نوفمبر 23, 2008 3:22 pm | |
| الرجاء في الله هناك حديث قدسي جميل رقيق يدل على قرب الله منا وعلمه بحالنا ورحمته بنا.. وأننا دائما ما بين خوف ورجاء ولأن الله سبقت رحمته غضبه، وغلب عطاؤه عقابه، فقد سبق له منا الرجاء.
يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
"يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم... يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم".
يقول أهل اللغة: إذا دخلت السين على الفعل فإنها تفيد الطلب، فاستغفر مثلا تعني طلب المغفرة، واسترضى يعني طلب الرضى، وهكذا. وفي هذا الحديث يقول الله تعالى: "فاستهدوني، فاستطعموني، فاستكسوني، فاستغفروني". وهو حث من الله لنا أن نطلب منه وأن ندعوه، كل بما عنده من آمال وأحلام وطموحات في الدنيا والآخرة، وكل شيء بيد الله الرزاق. والله يحب العبد اللحوح في الدعاء، ويحب العبد المفتقر إليه الذي يُظهر احتياجه إلى الله دائماً. لذلك كان هذا الحث من الله لعباده على الدعاء واللجوء إليه.
ولننظر إلى هذه القصة الرائعة.. سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله أربنا بعيد فنناديه أم قريب فنناجيه؟؟" (يعني هل الله بعيد فيجب أن نصيح بصوت عالٍ حتى يسمعنا أم قريب يسمع الصوت المنكسر المنخفض؟؟) فأنزل الله على رسوله الوحي: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ}. إن هذا وعد من الله لنا بالإجابة فهو قريب عليم بحالنا وحاجتنا إليه، وقال الله أيضاً يطمئن العباد: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
فالدنيا كلها ملكه وهو قادر أن يجمعها كلها تحت قدميك إذا طلبت منه بصدق وتوكلت عليه ووثقت بأنه قادر على رزقك.
وقد ورد في الحديث: "الدعاء هو العبادة".. لماذا؟
لأن العبادة هي الذل والحب والانكسار لله، وفي الدعاء يتحقق كل ذلك من إظهار الذل والانكسار والفقر إلى ملك الملوك سبحانه وتعالى. وفى الحديث: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"؛ لأن العبد يكرم نفسه حين يسأل ربه ومولاه وسيده، واقرأ معنا هذا الحديث الرقيق الذي يجعل القلب مملوءًا بحب الله عز وجل: "إن الله حييٌّ كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين".
الله الملك العظيم يستحيي من أن يرد يد العبد إذا دعاه صفراً خائبتين دون أن يعطيه شيئا. فوالله مسكين وخسران من لا يداوم على سؤال مولاه وسيده، يقف على بابه يرجوه ويطلب منه ما يحب وما يحلم به من مال أو زواج أو سعادة أو ثبات على الدين أو تفريج كرب أو هم أو هداية إنسان عزيز.
حتى إنه في غزوة بدر، حين اجتمع على المسلمين ألف من كفار قريش وكان المسلمون 314 محاربا فاستقبل رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه وظل يدعو الله: "اللَّهُمَّ اَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَني.. اللَّهُمَّ إن تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ (يعني المجموعة) مِنْ أهلِ الإسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأرضِ". وظل يدعو الله حتى سقط رداؤه عن منكبيه. فأتاه "أبو بكر" رضي الله عنه فأخذ رداءه وألقاه على منكبيه. وهو يقول له: "يا رسول الله هوّن عليك فإن الله ناصرك"، والنبى يلجأ ويبكي ويتضرع إلى الله. وفجأة يرفع النبي رأسه وفيه البشرى يقول: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل ينزل من السماء على فرس مع ألف من الملائكة". نزلوا بأمر من الله ليحاربوا مع المسلمين استجابة من الله لدعاء حبيبه صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله قوله: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}.
وللدعاء آداب مهمة حتى يستجيب الله لنا، وهي:
1- اللجوء والاستعانة وإظهار الاحتياج إلى الله. فلا تدعُ وأنت مستغنٍ عن الله، غافل أثناء الدعاء، يداك مرفوعة وقلبك لا يفكر في الله.
2- ابدأ الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول "عمر بن الخطاب": "الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يقبل منه شيء حتى تصلي على رسولك"؛ لأن الله يقبل الصلاة على الرسول فابدأ بها واختم بها فيقبل بها الله الدعاء.
3- اليقين أن الله مجيب الدعاء. لا تدعُ وأنت تجرّب الله، هل سيستجيب أم لا؛ لأن الله وعد بالاستجابة: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، فلا تشك في صدق وعد الله فهذا لا يليق بالله وليس من الإيمان به. من أجل ذلك قال الرسول: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
4- ابحث عن أوقات الاستجابة ومنها:
- السجود.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد". - بعد الصلوات - بين الأذان والإقامة - في الثلث الأخير من الليل؛ لأن الله ينزل إلى السماء الدنيا ينادي على العباد، قال سول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَضَى شطرُ اللَّيلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إِلى السَّمَاءِ الدنيا فَيَقُولُ: هَلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ".
5- أكل الحلال، حتى إن النبي وصى "سعد بن أبي وقاص" فقال: "يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".
6- لا تستعجل؛ لأن مصلحتك يعلمها الله أكثر منك.. قال النبي: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ يقول: دعوت فلم يستجب لي".
فاللهم تقبل منا واقبلنا على ما كان منا.. إنك أنت الكريم
| |
|
عمر موسى متهم
عدد الرسائل : 433 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
| موضوع: رد: بين الخوف والرجاء ... الإثنين نوفمبر 24, 2008 8:18 am | |
|
باب الرجاء في الذات الإلهية ...
أوسع الأبواب ... وأقرب الدروب نحو السكينة والدفء والحياة ..
حنين ..
تختارين لنا الأجمل والأروع
دمت بخير ودفء وإيمان
| |
|