ملتقى الحرفmoltaqalharf
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أدب ثقافة فن شعر ... الخ
 
دخولالرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيل
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لقاء"خاطرة"
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين فبراير 01, 2010 2:18 pm من طرف هالة صبيح

» الأمام محمد عبدة
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالخميس يناير 22, 2009 6:21 am من طرف hayan_h2007

» أبدل القناديل ..
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين يناير 19, 2009 7:09 pm من طرف hayan_h2007

» غزة .. حلم آخر
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 06, 2009 9:57 am من طرف shoog77

» نداااااااااء لضمائر الحكام
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 06, 2009 9:41 am من طرف shoog77

» أقداح خارج السُكر ...
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 06, 2009 9:32 am من طرف shoog77

» لا يغرقني الموج ..
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالسبت يناير 03, 2009 12:55 pm من طرف toutou

» لامسه نبضي ..
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالسبت يناير 03, 2009 12:43 pm من طرف toutou

» أثواب الخطايا ..
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالجمعة يناير 02, 2009 4:38 am من طرف toutou

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى

التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عمر موسى - 433
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
حنين - 361
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
shoog77 - 107
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
بنت الرياحين - 100
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
جاك - 93
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
ever - 89
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
بكر - 83
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
adnan84 - 58
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
*همس الصدى* - 52
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
toutou - 38
النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_vote_rcapالنقد الأدبي .. - صفحة 1 I_voting_barالنقد الأدبي .. - صفحة 1 Convsp10 
calculatrice






 

 النقد الأدبي ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر موسى
متهم
متهم
عمر موسى


عدد الرسائل : 433
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

النقد الأدبي .. - صفحة 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النقد الأدبي ..   النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 17, 2008 9:02 am






مقاييس نقد الأسلوب

ما تعريف الأسلوب ؟
الأسلوب :
يتمثل في البناء اللغوي للشعر من حيث اختيار المفردات ، وصياغة التراكيب ، وموسيقا الشعر .
الجوانب التي يُدرس من خلالها الأسلوب :
نقد المفردات .
نقد التراكيب .
نقد موسيقا الشعر .

نقد المفردات

جوانب نقد المفردات هي :
1ـ سلامة الكلمة من الغرابة . 2ـ إيحاء الكلمة . 3ـ دقة استعمال الكلمة .
أولاً : سلامة الكلمة من الغرابة .
بم تتحقق فصاحة الكلمة ؟
تتحقق فصاحة الكلمة بخلوها من العيوب التي تصيب الكلمة كالغرابة في الكلمة ، والمصطلحات العلمية .
أمثلة ذلك : أ ـ الغرابة في كلمة ( تامور ) في قول أبي تمام :
ومَودَّتي لكَ لا تُعارُ بَلَى إذا ما كان تَامورُ الفؤاد يُعارُ
ب ـ المصطلحات العلمية مثل كلمة ( الأكسُجِين ) في قول علال الفارسي مخاطبًا الشباب العربي :
واحفَظُوا ما وَرِثْتُمُ من لِسانٍ فهو رُوحُ الحياةِ والأُكسُجِينُ .

ثانيًا : إيحاء الكلمة .
ما المراد إيحاء الكلمة ؟ وما أهميته ؟
إيحاء الكلمة أي دلالتها . لأن لها ظلالاً وتداعيات .
لذا يختار الشاعر الكلمات قصدًا ليفيد مما توحيه معاني متعددة تكسب الشعر آفاقًا رحبة .
مثال ذلك : اختيار النابغة الذبياني كلمة ( الليل ) في قوله معتذرًا من النعمان بن المنذر :
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلتُ أن المنتأى عنك واسعُ .
معنى البيت أنه لا مهرب من النعمان ، الذي يستطيع أن يصل إلى الشاعر مهما بَعُد عنه ، فمثله في ذلك مثل الليل لابدَّ أن يدرك كل بقعة من الأرض . ولكن النَّهار مثل الليل في هذا الأمر فلماذا اختار الشاعر كلمة ( الليل ) ؟
لقد أدرك النقاد أن كلمة ( ليل ) لما فيها من معنى الوحشة ، والخوف ، ولمَّا كان المقام مقام خوف ، وهرب ؛ كانت هذه الكلمة أكثر ملاءمة للموقف ، وإيحاء بتصوير الحالة النفسية للشاعر .
ولعلك لاحظت فيما مرَّ عليك في دراستك أن النَّص الشعري الذي يكون موضوعه التفاؤل والأمل ، فإن كلماته تبدو مشعة موحية بالأمل والإشراق والبهجة ، والنصوص التي تدور حول موضوع التشاؤم ، فإن مفرداته توحي بالضياع والحزن والألم . وهكذا في كثير من موضوعات الشعر وأغراضه نلحظ استثمارًا لخاصية الإيحاء في الكلمة وإفادة منها

دقة استعمال الكلمة
ما المراد بدقة استعمال الكلمة ؟
أن يحسن الأديب اختيار الكلمة ، ويضعها في موضعها الصحيح لتناسب المقام .
فمع كثرة المفردات اللغوية المهيأة للشاعر إلا أن على الشاعر أن يجدَّ في البحث عن الكلمات التي تناسب المقام ، وأن تكون استعمالاته للمفردات استعمالات متقنة ، يتجلى فيها جهد رائع في حسن استخدام الكلمة ، وإذا عدت لما سبقت دراسته في نقد النابغة الذبياني لأبيات حسان ، رأيت ذلك النقد متجهًا إلى إخفاق الشاعر في دقة اختيار الكلمة ، ووضعها في موضعها المناسب .
مما ينتفع الناقد الأدبي في مقياس دقة الكلمة ؟
ينتفع بما كشف عنه علماء اللغة في كتب ( الفروق اللغوية ) من فروق في الدلالة بين كلمات تبدو أول وهلة أنها بمعنى واحد .

الأمثلة :
أ ـ رُوِي أن الشاعر إبراهيم بن هَرْمَة سمع بيتًا له يُنشِدُه أحد الناس وهو قوله :
بالله ربِّكَ إنْ دَخَلْتَ فقُلْ لها : هذا ابنُ هَرْمَةَ قائمًا بالباب
فغضب ابن هَرْمَة وقال :ليس كذلك ! وإنما قلتُ واقفًا ، وليتك عرفت ما بينهما من معنى
فالقيام يقتضي الملازمة والاستمرار حتى كأنما هو حاجب على باب بيتها ، مما يوحي بالمذلة أما الوقوف فلا يفيد ذلك .
ب ـ يقول إسماعيل صبري :
أقْبِلِي نَسْتَقْبِلِ الدُّنيا وما ضَمِنَتْهُ مِن مُعِدَّاتِ الهَنَا
فكلمة ( معدَّات ) فيها ثقل ونفور يجعلها غير ملائمة لإضافتها للهناء ، فاستعمالها هنا غير ملائم للسياق . إن من الممكن أن يقال : معدات الزراعة ، أو الصناعة . أما معدات الهناء فغير مناسبة .

نقد التراكيب
ما سبب دراسة التراكيب في الشعر؟
تُدرس التراكيب في الشعر لمعرفة خصائصها ، ومميزاتها من حيث الجزالة والسهولة .
أولاً : الأسلوب الجزل :
ما هو الأسلوب الجزل ؟
ما كان قويًًّا غير مُستكرهٍ ولا ركيك .
ويحدِّده النقاد بأنه :
الأسلوب الذي تسمعه العامة ، ويعرفونه لكنهم لا يستعملونه في أحاديثهم .
ما أبرز سمات الأسلوب الجزل ؟
قوةُ الكلمات .
قِصَرُ الجمل .
غلبةُ الإيجاز فيه على الإطناب .
اتصافه بالفخامة التي تجعله في مستوى عالٍ من القول

بم ترتبط جزالة الأسلوب ؟
بظروف مختلفة كالعصر والبيئة والمذهب الشعري للشاعر .
فالشعر الجاهلي بعامة أكثر جزالة من الشعر العباسي ، والشعر العباسي أكثر جزالة من شعرنا المعاصر . كما أنَّ شعراء العصر الواحد والبلد الواحد يختلفون فيما بينهم في مستويات الجزالة ، فشعر الفرزدق أكثر جزالة من شعر جرير ، وفي عصرنا نجد شعر الأستاذ عبدالله بن خميس يتميز بالجزالة والقوة .
من نماذج الشعر الجزل قول سالم الأسدي :
أُحبُّ الفتى ينفي الفواحش سَمْعُهُ كـأنَّ بهِ عن كُـلِّ فاحشةٍ وَقْرَا
سليمَ دواعي الصَّدرِ لا باسِطًا أذًى ولا مانِعًا خيرًا ولا ناطِقًا هُجْـرا
إذا ما أتتْ من صاحبٍ لكَ زَلَّـةٌ فكُنْ أنتَ مُحْتَالاً لِزَلَّتِهِ عُـذْرا
غِنى النَّفْسِ ما يَكْفِيكَ من سَدِّ خَلَّةٍ وإن زادَ شيئًا عَادَ ذاك الغِنَى فَقْرا

ثانيًا : الأسلوب السهل :
ما هو الأسلوب السهل ؟
هو ما ارتفعت ألفاظه عن ألفاظ العامة ، وخلا من الغريب الذي يحتاج إلى بيان وتفسير .
وهذا النوع من الأساليب مما يمكن أن يوصف بالسهل الممتنع ، فهو مع قربه وسهولته إلا أنَّ إبداعه وإنشاءه ليس بالأمر الهيِّن .
ما أبرز سمات الأسلوب السهل ؟
البعد عن التكلف .
مَنْ أبرز من تميز شعره بالسهولة ؟
في القديم عمر بن أبي ربيعة ، وأبو العتاهية ، ومسلم بن الوليد .
وغالب الشعر العربي المعاصر يمتاز بالسهولة والبعد عن التكلف

ومن أمثلة ذلك قول الشاعر محمد عبد المعطي الهمشري :
أجَــلْ أنتِ فـاتِنَــةٌ إنَّمــا أرى عِزَّةَ النَّفـسِ لي أفْتَنـا
إذا كـان عنـدكِ سِحْرُ الجمـالِ فسِحْرُ الرُّجُولَةِ عندي أنَـا
وإنْ كَـثُرتْ في هَـوَاكِ القُلـُوبُ فإنَّ الشَّبـابَ سريعُ الفنـا
وأنتِ المُـنى ، غـيَرَ أنِّـي امرؤ يُذلِّـلُ للكبريــاء المُنـى
ويكره في الحُـبِّ بَـذلَ الدُّموعِ وبَسْطَ الخُضُوعِ وفَرْطَ الضَّنى
إذا المـرءُ هـانَ علـى نفسِـهِ يكُـونُ علـى غيرِهِ أهْـوَنَا

نقد موسيقى الشعر

ما أهمية موسيقا الشعر ؟
هي الخاصية البارزة ، والعلامة الفارقة بينه وبين النثر ، وهي النغم الشجي الذي تصاغ فيه المعاني فيحيلها إلى نشيد عذب .
مم تتألف موسيقا الشعر ؟
تتألف من أمور ثلاثة :
الوزن الشعري .
القافية .
الموسيقا الداخلية

أولاً : الوزن الشعري :
ما المراد بالوزن الشعري ؟
يراد به البحر الشعري الذي صيغت عليه القصيدة .
فالشعر العربي قد بلغ مرحلة النضج والاستقرار ، بالتزامه الأوزان الشعرية التي اكتشفها الخليل بن أحمد ، ونسبة هذه البحور إلى الخليل لا يعني انه صنعها في الشعر وأوجدها فيه ، بل كان دوره اكتشافها فحسب .
علام يدل الالتزام بالبحور الشعرية إلى يومنا هذا ؟
يدل على أن الذائقة العربية لا تستسيغ الشعر إلا وفق هذه البحور الفنية التي اختص بدراستها علم العروض والقافية .
ما العلاقة بين البحور الشعرية والأغراض ؟
يرى بعض النقاد أن ثمَّة علاقة بين موضوع القصيدة وغرضها من جهة ، وبين الوزن الشعري الذي بنى عليه الشاعر قصيدته من جهة أخرى ، فالبحور ذوات التفعيلات الطويلة أو الكثيرة ، تصلح غالبًا للموضوعات الحماسية ونحوها ، كما أن البحور الخفيفة تصلح لغرض الغزل ونحوه ، وهي علاقة ظاهرة لكنها لا تمثل قاعدة مطردة .

ثانيًا : القافية :
ما أهمية القافية ؟
هي الركن الثاني من أركان النظم الشعري .
وكانت القصائد بحروف قافيتها ، فيقال: لامية الشنفري وسينية البحتري وهمزية البوصيري
ما أهمية اختيار القافية وإيقاعها وحرفها المميز ؟
ذلك يمثل مستوى إبداعيًا يجعله الناقد مجالاً من مجالات الحكم على الشعر .
الأمثلة :
أ ـ فاختيار حرف الباء في بائية أبي تمام كان موفقًا ملائمًا للغرض الحماسي للقصيدة .
لماذا ؟
لأنه أدعى لبروز التفخيم ، وقوة الجرس ، وشدة الإيقاع .
السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحدُّ بين الجدِّ واللَّعَـبِ
فتح الفتوح تعالى أن يحيط بـه نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطبِ
فتح تفتَّحُ أبواب السماء لـه وتَبْرُزُ الأرض في أثوابـها القُشُبِ

ب ـ أبيات حِطَّان بن المعَلَّى التالية تبدو فيها القافية نغمًا شجيًّا هادئًا ، فيه حزن ووهن ، يحملان على الرحمة والشفقة ، والعاطفة الحانية :
أبكـانيَ الدَّهـرُ ويا رُبَّمـا أضحكـني الدَّهـرُ بما يُرضِي
لولا بُنَيَّاتٌ كزَغَبِ القطَـا رَدَدْنَ من بعضـي إلى بعضـي
لكان لي مُضْطَرَبٌ واسـعٌ في الأرضِ ذاتِ الطُّولِ والعرْضِ
وإنَّـما أولادُنـا بيننــا أكبادُنـا تمشي علـى الأرضِ
لو هَبَّتِ الريحُ على بعضهمْ لا متنعَتْ عيني عـن الغمـضِ
ج ـ كما تلعب القافية دورًا كبيرًا في التأثير النفسي حين تصور القصيدة لحظات وداع شاعر لأرضه وبلاد محبوبه فتكون القافية عونًا على رقة قصيدته وعذوبتها يقول الصُّمة القُشيري
قِفَا ودِّعا نجدًا وَمن حَلَّ بـالحِمى وقَـلَّ لنجدٍ عندنـا أن توَّدعَـا
بنفسي تلك الأرضُ ما أطيب الرُّبا وما أحسن المصطاف والمُتَرَبَّعـا
وليستْ عشِيَّاتُ الحِمى برواجِـعٍ إليكَ ولكنْ خَلِّ عينيكَ تدمَعَـا
ولمَّا رأيتُ البشْرَ أعـرضَ دُوننـا وحالتْ بناتُ الشَّوقِ يَحنُنَّ نُزَّعَا
بَكتْ عينيَ اليُسرى فلمـا زَجَرْتُها عن الجهْلِ بعدَ الحلْمِ أسْبَلتَا معَـا

ثالثًا : الموسيقا الداخلية :
ما المراد بالموسيقا الداخلية ؟
هي نغم خاص تمتاز به القصيدة .
بسبب نجاح الشاعر في اختيار المفردات ، وترتيبها وفق نسق خاص ، وما يتبع ذلك من حركات الإعراب ، والمدّ ، والإمالة ، والتفخيم ، وفنون البديع اللفظي المتعددة .
ومن ذلك نلحظ الفرق الكبير بين سطر النثر ، وبيت الشعر ، فالسطر الواحد في نص نثري يمتاز بتتابع الفكرة واطرادها حتى تتضح للقارئ ، أما البيت الشعري فيقتضي تصرُّفَ الشاعر بتقديم وتأخير أو حذف أو تكرار ،وذلك للمحافظة على الاتِّساق الصوتي المطلوب
الأمثلة :
أ ـ بيت الخنساء في وصف أخيها صخر :
حمَّالُ ألويةٍ ، هبَّاطُ أوديةٍ شَهَّادُ أنديةٍ ، للجيشِ جرَّارُ
ففي هذا البيت نلحظ التوافق بين الصيغ التعبيرية التي تقدم على صيغة المبالغة ( حمَّالُ ، هبَّاطُ ، شَهَّادُ ) كما تبدو في التزام وزن واحد بعد كل من صيغ المبالغة السابقة ( ألوية ـ أودية ـ أندية ) .

ب ـ أبيات لحافظ إبراهيم من قصيدته ( العُمريَّة ) يقول :
إن الـذي برأ الفـاروقَ نزَّهـهُ عن النَّقائصِ والأغراضِ تنْزِيـهَا
فـذاك خُلْقٌ مـن الفردوسِ طِينتُهُ اللهُ أودَعَ فيهـا مــا يُنقِّيـها
لا الكِبرُ يسكُنُها لا الظُلمُ يَصْحَبُها لا الحِقدُ يعرفُها لا الحِرْصُ يُغْويها
فتتجلى الموسيقا الداخلية في البيت الثالث بسبب التناسب اللفظي بين جمله الأربع .
ج ـ من قصيدة البحتري التي وصف فيها إيوان كسرى يقول :
صُنتُ نفسي عمَّا يُدَنِّسُ نفسي وترفَّعتُ عن جَدا كلِّ جبسِ
أتسَلَّى عـن الحُظُوظِ وآسـى لمحَلٍ من آل سَاسَـانَ درْسِ
ذَكَّرتنيهـم الخُطُـوبُ التَّوالي ولقد تُذْكِرُ الخُطُوبُ وتُنسي
فتتجلى الموسيقا الداخلية في القصيدة بسبب تكرار حرف السين ( وهو من حروف الهمس وتوحي بجو الصمت المطبق على آثار كانت ذات يوم تعج بالحركة والحياة .
د ـ كما في ظاهرة المد المتآزر مع حرف الهاء مما يوجد إيقاعًا داخليًا شجيًا . يقول محمود غنيم :
لي فيك يا ليل آهاتٌ أرددها أوَّاه لو أجدت المحزون أوَّاهُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر موسى
متهم
متهم
عمر موسى


عدد الرسائل : 433
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

النقد الأدبي .. - صفحة 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النقد الأدبي ..   النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 17, 2008 9:07 am






مقاييس نقد الخيال

ما المراد بالخيال ؟
الخيال : هو الملكة الفنية التي تصنع الصورة الأدبية .
وهو عنصر أصيل في الأدب كله ، وفي الشعر بوجه خاص .
لكن أهمية الخيال تتفاوت من جنس أدبي إلى آخر ، فهو في الخطبة والموعظة أقل منه الشعر الذي يحلق فيه الشاعر في عوالم خيالية بعيدة ، أو القصة التي تستدعي اختراع شخصياتٍ متعددة ، وحوادث متخيلةٍ كثيرة .
بل إن أغراض الشعر نفسها تتفاوت فيما بينها في كثرة الخيال أو قلته ، فهو يقل في شعر الحكمة ، ويكثر في الأغراض الأخرى للشعر الوجداني .
ما أهمية الخيال ؟
بثُّ الشاعر الحياة والحركة في مشاهد مألوفة في حياتنا ، قد اعتدنا على رؤيتها ، ويتخيلها على نحو فيه إثارة وطرافة .
ففي مشهد غروب الشمس نرى ( النهار يتثاءب ، والليل يزحف ،والشمس تمدُّ في الغروب ذراعيها إلى الأرض مودعة ...وشاعر يقف بجانب بحر ، فيراه يئنُّ ، ويلهث من التعب ، ويتخيل صراعًا بين أمواجه ورمال الشاطئ ...
بم يحكم على الشعر الذي يخلو من الخيال ؟
الشعر الذي يخلو من الخيال يعدُّ شعرًا قليل التأثير في النفوس .
الجوانب التي يُدرس من خلالها الخيال :
أولاً : صحة الخيال :
ما مقياس صحة الخيال ؟ وعمَّن يصدر ؟
مقياس صحة الخيال مردُّه إلى الذوق الأدبي .
يصدر عن ناقد متمكن ، أو قارئ مُرهفِ الإحساس .
فليس كلُّ خيال يمكن أن نسلكه في عداد الصورة الأدبية .
ولذا لاحظ النقاد خطأ بشار بن برد حين تخيَّل للوصل رقابًا وللبين رِجْلاً تلبس نعلاً فقال :
وجََذَّتْ رِقَابَ الوَصْلِ أسيَافُ هَجْرِها وَقَدَّتْ لرِجْلِ البَيْنِ نَعْلينِ من خَدِّي


ثانيًا : نوع الخيال :
أ ـ الصورة الخيالية البسيطة :
ما المراد بالصورة الخيالية البسيطة ؟
هي تلك الصورة التي تمثل مشهدًا محددًا لموقف من المواقف ، أو معنًى من المعاني التي يريد الشاعر تصويرها .
وهذا النوع من الصور الخيالية البسيطة هو الأكثر عند العرب .
لماذا يميل الخيال الشعري عند العرب إلى الصورة الخيالية البسيطة ؟
لأن حبَّ العربي للفكرة وحرصه عليها يبعده عن الإغراق في الخيال والمبالغة فيه .
ولما كانت الصورة الخيالية البسيطة تقدم المعنى في وضوح وجلاء ، فإننا نرى من البلغاء من يؤثر تقديم فكرة من أفكاره ، أو رأي من آرائه من خلالها ؛ لكي يضمن انفعال المتلقي بها ، لما في تلك الصورة من بيان بديع .ومن ذلك أن أعرابيًا سئل : كيف فلان ؟
فأجاب : تركته يقطع نهاره بالمُنى ، ويتوسَّدُ ذراع الهمِّ إذا أمسى .
وروي عن الحجاج قوله : ( نِعْمَ امرؤ آخذ بعنان قلبه ، كما يأخذ الرجل بخِطامِ جمله ، فإن قاده إلى حق تبعه وإن قاده إلى معصية الله كفَّه ) .

وللشعراء في مجال الصورة الخيالية البسيطة بدائع من القول ، استطاعوا من خلالها استثمار ملكة الخيال لديهم ، وتقديم صور أدبية بديعة .
الأمثلة :
أ ـ تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُولَ نِزالِنَا فتُلْقِي إلينا أهلَهَا وتَزُولُ
يكشف المتنبي في البيت السابق صورة كيف تسقط حصون الأعداء في أيدي المسلمين حصنًا بعد حصن .
فنرى الخيال يحيل الجماد إلى كائن حي ، يرجو ويخاف ، ويصاب بالملل فلا يقدر على الصبر والمقاومة .
ب ـ كأنَّـها عُمْـرُ الفـتى والنَّـار فيـها كـالأجَلْ
يصور الشاعر السَّريُّ الرَّفَّاء حياة الإنسان بالشمعة تضيء ، وما تزال النار فيها مشتعلة حتى تنتهي تلك الشمعة ، فالأجل يأخذ من العمر يومًا بعد يوم حتى يأتي عليه كله ، وكذلك الشأن في نار الشمعة التي تُفنيها شيئًا فشيئًا حتى تنتهي

ج ـ هـا هي الأنجُمُ نـامتْ بين أحضانِ السَّحابِ والشَّذَى النَّشوانُ أغفى حالِمًـا بين الـرَّوابي
يصور لنا الشاعر محمد هاشم رشيد صورة خيالية تبدو فيها النجوم نائمة ، قريرة العين في أحضان السحب ، ويبدو فيها الشذى العطر في إغفاءة حلم لذيذ بين السهول والروابي .
د ـ قد أبْحَرَتْ في جُفونِ الليل قافِيتي والنَّجْـمُ في كُلِّ بيـتٍ بينها انْسَكَبَا وخاضَتِ القَفْرَ بعدَ القَفْرِ قافِلَتِي فما شكتْ مِنْ رحيلٍ في الدُّجَى وَصبَا
يصور الدكتور أسامة عبد الرحمن شعره مبحر في ظلمة الليل ، ونجوم السماء قد تساقطت لتسكن في كل بيت من أبيات قصيدته فتصبح أبياتها مضاءة بهذه الأنجم . ثم يشعر أن عطاءه الشعري غزير ، حتى إنه لا يحس بتعب ولا نصب في هذه الرحلة الشعرية التي ينتقل فيها من بيت إلى بيت ، ومن معنى إلى معنى .
ب ـ الصورة الخيالية المركبة :
ما المراد بالصورة الخيالية المركبة ؟
هي مجموعة مشاهد متعددة تضمُّها صورة واحدة .
في هذا النوع من الصور نجد مشهدًا فيه حركةٌ حيويةٌ ، وألوانٌ مختلفة ، ونحس ُّ بأننا أمام منظر متكامل .
الأمثلة :
أ ـ أبو تمام يصور فتح مدينة عمورية بعد حصار المسلمين الشديد لها ، يقول :
لقد تَركْتَ أمـيرَ المؤمنـينَ بـها للنّار يومًا ذلِيلَ الصَّخْرِ والخَشَبِ
غادَرْتَ فيها بَهِيمَ الليل وهو ضُحًى يَشلُّه وسطْحَها صُبْحٌ مـن اللَّهَبِ
حتى كأنَّ جلابِيبَ الدُّجـى رَغِبتْ عن لونِها ، أوكأنَّ الشَّمس لم تَغِبِ
ضَوءٌ من النارِ ، والظَّلـْمَاءُ عَاكِفَةٌ وظُلْمةٌ من دُخانٍ في ضُحًى شَحِبِ
فالشَّمسُ طَالِعَةٌ من ذا وقـد أفَلَتْ والشمسُ واجِبَةٌ مـن ذا ولم تَجِبِ

في هذا المشهد يجتمع :الضوء والظلمة ، والنار والدخان ، والشمس واللهب يبدو بعضها بوضوح تام ، ويتداخل بعضها مع بعض في صورة مثيرة مروعة ويركز الشاعر على منظر الحرائق المدمرة ، وهو مشهد يتجاوز حدود زمان الحادثة ومكانها ، فلا يبدو على أنه أمر مضى وانقضى ، وإنما يحس القارئ أنه أمام ذلك المشهد يراه رأي العين .
يقول ابن خفاجة واصفًا أحد أنهار الأندلس :
مُتَعطِّـفٌ مِثَلُ السِّـوارِ كأنَّـهُ والزَّهْـرُ يَكنُفُهُ مَجـرُّ سَـماءِ
وغَدَتْ تَحُفُّ بهِ الغُصُونُ كأنَّـها هُـدبٌ تَحُـفُّ بِمُقْلَةٍ زَرقَـاءِ
والمـاءُ أَسْرَعَ جَريُـهُ مُتَحـدِّرًا مُتَلوِّيًـا كـالحَـيَّةِ الرَّقطَـاءِ
والريحُ تَعْبَثُ بالغُصُونِ وقَدْ جَرى ذَهَبُ الأصِيلِ على لُجَيْنِ المـاءِ
في الأبيات السابقة مشهد من مشاهد الطبيعة الخلابة في الأندلس ، حيث يصور الخيال الأدبي نهرًا من الأنهار يميل في مساره ، ويحيط بالروضة إحاطة السوار بالمعصم ، وتتناثر الزهور البيضاء على جانبيه كأنها نجوم المجرة في السماء ، وتحف به أغصان الأشجار تظلله كعيون زرقاء تظللها الأهداب ، فيما يجري الماء بالنهر الذي يتلوى كأنما هو أفعى ، وفي البيت الأخير نرى الرياح وهي تبعث بتلك الغصون ، فيما انعكست أشعة شمس المغيب الذهبية على سطح ماء النهر الصافي ، فكأنما التقى بلقائهما الذهب والفضة معًا .

ج ـ البحتري يصور مثول وفد الروم بين يدي الخليفة العباسي فيقول :
حضروا السِّماطَ فكلما راموا القِرى جـالتْ بأيدِيـهِمْ عُقولٌ ذُهَّلُ
تهْـوي أَكُفُّـهُمُ إلى أفواهِــهِمْ فتجُورُ عن قَصْدِ السَّبيلِ وتَعْدِلُ
مُتَحَـيِّرونَ فَبَـاهِـتٌ مُتَعجِّـبٌ مـمَّا يَـراه ،ونـاظِرٌ مُتـأمِلُ
لقد أصيبوا بالدهشة والحيرة مما رأوا من العظمة في قصور الخلافة ، وما رأوه من جند المسلمين الذين حشدهم الخليفة بصورة مثيرة ؛ ليرى الوفد ما عليه المسلمون من القوة والبأس ، وحتى عندما دُعُوا لتناول الطعام كانت نظرات التعجُّب والانبهار سببًا في جعل أيديهم تخطئ سبيلها إلى أفواههم ، وهو مشهد نجد فيه عنصر الحركة واضحًا وضوحًا بارزًا
وهكذا نجد الصورة الخيالية المركبة تعطي مشاهد متعاقبة ، يرتبط بعضها ببعض ، وتتكامل عناصرها ، فيغدو المشهد مؤثرًا كأنما يرى الإنسان من خلاله حقيقة الشيء لا خياله .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر موسى
متهم
متهم
عمر موسى


عدد الرسائل : 433
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

النقد الأدبي .. - صفحة 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النقد الأدبي ..   النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 17, 2008 9:13 am





مقاييس نقد الشعر

أولاً : مقاييس نقد المعنى .

ثانيًا : مقاييس نقد العاطفة .

ثالثُا : مقاييس نقد الخيال .

رابعًا : مقاييس نقد الأسلوب .

ما العناصر التي يقوم عليها العمل الأدبي ؟
يقوم الفن الأدبي على عنصرين هما : الشكل والمضمون .
ما المقاييس النقدية التي يدرس من خلالها الشعر ؟
المعنى والعاطفة ، وهما يدخلان تحت إطار المضمون .
الخيال والأسلوب ، وهما يدخلان تحت إطار الشكل .
هل نستطيع في دراستنا فصل عناصر الشعر عن بعضها ؟ ولماذا ؟
لا ، لما بينهما من اتصال وارتباط وثيقين .
فالمعنى يؤثر في الخيال ، والعاطفة تؤثر في الأسلوب ، بل إن الأسلوب هو حصيلة نهائية لتأثير كل من المعنى ، والعاطفة ، والخيال

مقاييس نقد المعنى

ما المقصود بالمعنى ؟
الفكرة التي تعبر عنها القصيدة .
ففي القصيدة الواحدة فكرة رئيسة تنتظم الأبيات جميعها { العنوان } بالإضافة إلى أفكار جزئية صغيرة .
بم يحكم النقاد على الشعر الذي يخلو من فكرة قيِّمة في تضاعيفه ؟
يعدُّ عندهم شعرًا قليل الجدوى والفائدة .
ما أبرز مقاييس نقد المعنى :
مقياس الصحة والخطأ .
مقياس الجدة والابتكار .
مقياس العمق والسطحية .

مقاييس الصح والخطأ

لابدَّ للشاعر من أن يلتزم بالحقيقة سواء أكانت تاريخية ، أم لغوية ، أم علمية .
لماذا يجب على الشاعر التزام الحقيقة ؟
لأن خطأ الشاعر في حقيقة من الحقائق يفسد شعره ، ويجعله غير مقبول من الناس .
أمثلة :
أ ـ عيب على زهير بن أبي سلمى قوله في وصف آثار الحرب وشؤمها على الناس :
فتُنتِجْ لكم غِلمانَ أشأمَ كُلَّهُمْ كأحمرِ عَادٍ ، ثُمَّ تُرْضِعْ فَتفْطِمِ
والمقصود أحمر ثمود الذي أقدم على عقر الناقة .

ب ـ يروى أن أحد النقاد قال لأبي تمام أخبرني عن قولك :
كأنَّ بني نَبْهانَ يومَ وفَاتِهِ نُجومُ سَماءٍ خَرَّ من بينها البدرُ
أردت أن تصف حسن حالهم بعده ، أم سوء حالهم ؟
قال : لا والله إلا سوء حالهم ؛ لأن قمرهم قد ذهب .
فقال : والله ما تكون النجوم أحسن ما تكون إلا إذا لم يكن معها قمر .
فوجم أبو تمام وسكت .
ج ـ انتقد العقاد بيت شوقي الذي يقول فيه :
فاصْبِرْ على نُعمَى الحياةِ وبؤسِها نُعمَى الحياةِ وبُؤسُها سِيَّانُ
فقال : أما الصبر على بؤس الحياة فمعروف ، وأما الصبر على نعماها فما هو ؟!
وذلك لأن نعمى الحياة ليست مما يُصبر عليه ، بل هي مما يتطلبه الإنسان ، ويسعى ليستكثر منه .

مقاييس الجدة والابتكار

متى يكون للمعاني مكانة نقدية متميزة ؟
حين تتصف بالطرافة والابتكار .
هل يعني ذلك أن يقدم الشاعر معاني جديدة لم يسبق إليها ؟
ليس المقصود بذلك أن يقدم الشاعر معاني جديدة لم يسبق إليها ، فهذا أمر صعب المنال في كثير من الأحيان .
فما هو المطلوب في هذه الحالة ؟
المطلوب أن يتناول الشاعر معنى من المعاني فيقدمه بأسلوب يبدو فيه جديدًا أو كالجديد .

أ ـ تشبيه الرجل بالبحر يفيد كرمه وكثرة عطائه ، فهذا معنى تقليدي تناوله أكثر الشعراء ، ولكن أبا تمام أخذ هذا المعنى فقدَّمه لنا تقديمًا طريفًا ، فيقول :
هو البحر من أي النواحي أتيتهُ فلُجَّتهُ المعروف والجود ساحلهْ
تعوَّدَ بسطَ الكفِّ حتـى لو انَّه ثناهـا لقبضٍ لم تُجبْهُ أنامِلُـهْ
ولو لم يكنْ في كفِّهِ غـيرُ روحِهِ لجـاد بـها ،فليتَّقِ الله سائلهْ
ب ـ في تصويرنا لحال الدنيا وهمومها ، وصعوبة تحمُّل مشكلاتها نجد عددًا من الأشعار والأقوال المأثورة تحدثنا عن هذه الهموم . لكن أحمد شوقي يعرض علينا هذه الفكرة في إطار جديد ، وذلك حين خاطب أحد أبطال الأثقال ، مؤكدًا له أن هناك ما هو أشدُّ على النفس من رفع الأثقال ، وحمل الحديد ، يقول :
هذا زمانٌ لا توسُّـطَ عنده يَبْغِي المُغامـرَ عاليًا وجليـلا
كُنْ سـابقًا فيه أو ابقَ بمعزِلٍ ليس التَّوسُّـطُ للنُّبوغ سـبيلا
إنَّ الذي خلقَ الحديد وبأسهُ جعل الحديد لساعِـديك ذليلا
قل لي نُصيرُ وأنت بَرٌّ صادِقٌ : أ حملتَ إنسانًـا عليكَ ثقيلا ؟
أ حملتَ ديْنًـا في حَيَاتِكَ مَرَّةً أ حملتَ يومًا في الضُّلُوع غليلا

أ حملتَ ظُلمًا من قريبٍ غادرٍ أو كاشِحٍ بالأمسِ كان خليلا
أ حملتَ طُغيانَ اللَّئيم إذا اغتنى أو نال من جاه الأمورِقليـلا
تلكَ الحياةُ وهـذهِ أثقالُـها وُزِنَ الحـديدُ بها فعادَ ضئيلا
ج ـ أبو الطيب المتنبي يرى من سيف الدولة عتابًا ولومًا على أمر من الأمور ، فبدلاً من أن يجعل ذلك سببًا في ضِيقه وسخطه نراه يجعله سببًا في أمر محمود العاقبة ، ولدفع هذه الغرابة يعلل ذلك بتعليل منطقي فيقول :
لعل عَتْبَكَ محمودٌ عواقبُهُ فرُبَّما صَحَّتِ الأجسامُ بالعللِ
د ـ أبو تمام يرى أن احتجاب الممدوح عنه ليس أمرًا سيئًا ، ويُحيل هذا الموقف الذي يدل على الإعراض والصدود ، إلى موقف يجعله أكثر مناسبة للأمل والتفاؤل ، حيث يشبه الممدوح بالسماء الملبدة بالغيوم يرتجي منها نزول الغيث ، فيقول :
ليس الحجابُ بمُقْصٍ عنك لي أملاً إنَّ السماء تُرجَّى حين تحتجِبُ

مقاييس العمق والسطحية

ما المقصود بالمعنى العميق ؟
هو الذي تجده يذهب بك بعيدًا في دلالة معنوية عالية مؤثرة ، وتنثال على نفسك معانٍ وخواطرُ كثيرةٌ يثيرها فيك ويستدعيها إلى ذهنك .
ما سبب عمق المعنى ؟
يكون عمق المعنى بسبب موهبة يتميز بها الشاعر بما يختص به من قدرة عقلية ، وملكة ذهنية ، وثقافة عالية .
كما في قول زهير بن أبي سلمى :
وإنَّ الحقَّ مَقْطَعُهُ ثلاثٌ يمِينٌ أو نِفَارٌ أو جَلاءُ .
ما المعنى المراد في البيت ؟
يريد الشاعر بذلك أن الحق يثبتُ بواحدة من ثلاث : يمين ، أو محاكمة ، أو حجة واضحة
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يتعجب من هذا البيت . ويقول : ( لو أدركت زهيرًا لوليته القضاء ) .

متى تكون الأبيات عميقة المعنى ؟ ولماذا ؟
إذا اعتمدت على الحكمة .
لأنها تمثل اختزال قدر كبير من التجربة الإنسانية وتقديمها في عبارة موجزة بليغة .
فمثلاً : الأبيات التالية لبشار بن برد التي يدعو فيها إلى عدم التفريط بالصديق الوفي من أجل زلة أو خطأ يرتكبه فيقول :
إذا كنت في كـل الأمور معاتبًـا صديقك ، لم تلق الذي لا تعاتبـه
فعش واحدًا ، أو صل أخـاك فإنه مقـارف ذنبٍ تـارة ومجـانبـه
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت ، وأيُّ الناس تصفو مشاربه
هل يعني هذا أن يتحول الشعر كله إلى مجموعة حكم ؟ ولماذا ؟
ليس المقصود أن يتحول الشعر إلى مجموعة من الحكم ، يأخذ بعضها برقاب بعض .
لأن ذلك أمر يُضعف الشعر ويُذهب جماله وعذوبته .
وكان مما أنكره النقاد على صالح بن عبد القدوس وغيره من شعراء الحكمة أنهم أكثروا من أبيات الحكمة في أكثر قصائدهم ، ولو جعلوا حكمهم في أشعار متفرقة لكن أفضل

وهذا مما يميز شعر الحكمة عند أبي الطيب المتنبي وأبي تمام ، عنه عند ابن الوردي صاحب لامية العرب ، التي تتضمن حكمًا كثيرة متتابعة
لماذا ؟
لأن ذلك يجعل استفادة القارئ منها قليلة وغير مؤثرة .
ما المقصود بسطحية المعنى ؟
هي المعنى الذي تجده سهلاً جدًا ، ويعرفه أكثر الناس ولا مزيَّة فيه .
كما في قول أحدهم :
الليل ليلٌ ، والنهار نهارُ والأرض فيها الماء والأشجار .
بم وصف أبو العلاء المعري شعر بن هانئ الأندلسي ؟
بأنه كطِحْنِ القرون فتسمع جعجعة ولا ترى طِحْنًا ؛ لأن ألفاظه ذات جرس وإيقاع لكن معانيه بسيطة ساذجة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر موسى
متهم
متهم
عمر موسى


عدد الرسائل : 433
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

النقد الأدبي .. - صفحة 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النقد الأدبي ..   النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 17, 2008 9:19 am






نموذج تطبيقي
يوضح تعريف النقد ،
ويكشف عن وظيفته
الفنية والجمالية

نموذج تطبيقي

قال أحمد شوقي يرثي مصطفى كامل :
المشرقَـانِ عليـكَ ينتحبــانِ قاصِيهما في مأتَمٍ و الدَّاني
دقَّاتُ قلبِ المـرءِ قائلـةٌ لـهُ : إنَّ الحياة دقـائقٌ وثوانِ
فاحفظ لنفسكَ بعد موتِكَ ذكرها فالذِّكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ
هذه الأبيات من قصيدة بلغت أربعة وستين بيتًا .
عناصر نقد الشعر هي : المعنى ، والعاطفة ، والخيال ، والأسلوب .
أولاً : في جانب المعنى : يتسم بالوضوح ، فلا يعجز القارئ عن إدراك ما يريده الشاعر
كما أن فيه عمقًا وقوة ، لأن الشاعر استطاع أن يستحثَّ همم القرَّاء إلى اغتنام الفرص والمبادرة إلى العمل والجد ، و دفْعٍِ كلِّ داعٍ إلى الكسل . فالحياة في جملتها مهما بدت في صورة : القرون أو السنين أو الأشهر أو الأسابيع أو الساعات ، تنشأ عن لحظات سريعة في عمر الزمان ، لكنها على قصرها هي الأساس للزمن الطويل ، إنها هذه الدقائق والثواني التي لا يعطيها الإنسان أهمية تذكر . لكنه حين يعلم أن لحظته هذه موقع ٌ مؤثرٌ في حياته فسوف تتغير رؤيته للأمور ولا يفرط في دقيقة من وقته الثمين .

ثانيا : العاطفة

قال أحمد شوقي يرثي مصطفى كامل :
المشرقَـانِ عليـكَ ينتحبــانِ قاصِيهما في مأتَمٍ و الدَّاني
دقَّاتُ قلبِ المـرءِ قائلـةٌ لـهُ : إنَّ الحياة دقـائقٌ وثوانِ
فاحفظ لنفسكَ بعد موتِكَ ذكرها فالذِّكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ
الأبيات تتسم بالصدق العاطفي ؛ لأنها من غرض تغلب عليه هذه الصفة وهو غرض الرثاء ، فالقصيدة التي منها هذه الأبيات تكشف عن عاطفة صادقة يحسها الشاعر نحو ذلك المتوفى .
وبدا هذا الصدق العاطفي واضحًا في توفيق الشاعر إلى اختيار هذه الألفاظ التي يشع منها الإحساس بالحزن ( ينتحبان ـ مأتم ـ موتك ) وفي المشاركة الوجدانية مع الحياة التي عبر الشاعر ، فقد وجد نفسه في عالم من الحزن ينتظم المشرق والمغرب معا حزنًا على فقد ذلك
أما قوة العاطفة ، فتتمثل في تأثرنا نحن بهذه القصيدة ، وكأنها حديثة عهد بنا ، وكأن مصيبة فقد ذلك الراحل لم تمض عليها عقود من السنوات

ثالثا:الخيال

قال أحمد شوقي يرثي مصطفى كامل :
المشرقَـانِ عليـكَ ينتحبــانِ قاصِيهما في مأتَمٍ و الدَّاني
دقَّاتُ قلبِ المـرءِ قائلـةٌ لـهُ : إنَّ الحياة دقـائقٌ وثوانِ
فاحفظ لنفسكَ بعد موتِكَ ذكرها فالذِّكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ
الأبيات الثلاثة السابقة لا تمنح فرصة كافية لإعطاء صورة عن الخيال في القصيدة إلا أننا نجد أنفسنا أمام صورة خيالية ، بدت فيها الدنيا جميعًا من مشرقها إلى مغربها في حزن ومأتم ومشاركة وجدانية لهذا الحادث المؤلم .
كما نجح الشاعر ايضًا في إبراز نبضات القلب في صورة نداء منه إلى صاحبه بألا يُفرِّط في عمره ، وصحته ، فعمره الذي يحسب بالسنين مبني على اللحظات التي نقيسها بالدقائق والثواني .

رابعا : الأسلوب
قال أحمد شوقي يرثي مصطفى كامل :
المشرقَـانِ عليـكَ ينتحبــانِ قاصِيهما في مأتَمٍ و الدَّاني
دقَّاتُ قلبِ المـرءِ قائلـةٌ لـهُ : إنَّ الحياة دقـائقٌ وثوانِ
فاحفظ لنفسكَ بعد موتِكَ ذكرها فالذِّكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ
نلاحظ أن مفردات النص واضحة ، ولغته سليمة ، ليس فيها خلل ،
في البيت الأول نجد الشاعر استخدم كلمة ( المشرق ) والمراد المشرق والمغرب والتثنية هنا بالتغليب كما في قولهم القمران : الشمس والقمر ، والعمران : أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وليس في كلمات الأبيات الثلاثة ما نحتاج في معرفته إلى الرجوع للمعاجم اللغوية.
ولعلك تلاحظ التناسق اللفظي في اختيار الشاعر كلمة ( دقات ) بدلاً من ( نبضات ) .
فالأولى تجدها متسقة مع ( قلب ، قائلة ، دقائق ) وأيضًا بين كلمتي ( ثوان ، وثان ) وتلحظ الإيجاز في الأسلوب مما جعل الشطرين الأخيرين من البيتين الثاني والثالث .بمنزلة المثل الشارد ( إن الحياة دقائق وثوان ) ( الذكر للإنسان عمر ثان ) .
الأسلوب

كما ترى كيف جعل ( الدقات ) ناطقة تقول لصاحبها بصيغة التوكيد والجزم : ( إن الحياة دقائق وثوان ...) ثم تأمل تعبيره بـ ( قائلة ) فهذه الدقات القلبية لم يكن قولها في الماضي ، أو أنها تقول في زمن الحاضر فقط ، أو أنها ستقول هذه الحكمة المؤثرة في المستقبل بل هي ( قائلة ) دائمًا في كل وقت ، ولعلك لا زلت تذكر ما سبق لك دراسته ، من أن التعبير بالاسم يدل على الثبات والاستمرار .
ثم إنك لتجد زيادة تأكيد في قوله : ( له ) وما يشعر به هذا القول من تأنيب النفس لصاحبها ؛ لأن الحديث له دون الناس جميعًا ، مما ينبغي معه أن يعي الإنسان تمامًا الدلالة المؤثرة لخفقات وجدانه ، ودقات قلبه ، وأن يُستفيد منها ، ويُوقِفَ تبذير الوقت ، وصرفه فيما لا يفيد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر موسى
متهم
متهم
عمر موسى


عدد الرسائل : 433
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

النقد الأدبي .. - صفحة 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النقد الأدبي ..   النقد الأدبي .. - صفحة 1 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 29, 2008 1:18 am






أرجو أن أكون قد وفقت في الاختيار

وأن يكون في جليل الفائدة وعميق الأثر لدى القاريء الكريم




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النقد الأدبي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الحرفmoltaqalharf :: أسرار الحرف :: علوم اللغة-
انتقل الى: