عمر موسى متهم
عدد الرسائل : 433 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
| موضوع: موسى وسحرة فرعون .. الجمعة نوفمبر 14, 2008 2:26 am | |
|
الرواية القرآنية ....
منقوووووول .... خالد السروجي
نفهم من الرواية القرآنية للموضوع, ان التكليف بالذهاب الي فرعون مصر كان ثنائيا (لموسي وهارون) ولكن التكليف باظهار المعجزة كان لموسي وحده , خلافا للرواية التوراتية..وهو ما يتسق مع كون موسي هو نبي الشعب وزعيمه , فهو المكلف بالتحدي... ومن ثم كان الاظهار الاول لمعجزة العصا في او لقاء مع فرعون مع ذكر معجزة اخي لم ترد في التوراه وهي ان موسي اخرج يده من جيبه "فاذا هي بيضاء للناظرين" وهو ما اشعل التحدي في نفس فرعون, وكان هذا التحي مشوبا بالانفعال علي حسب ماتخبرنا به الآيات : " .. قال اجئتنا لتخرجنا عن ارضنا ياموسي. فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لانخلفه نحن ولا انت مكانا سوي. " (طه- (57) : (59) ) ثم : " ...قالوا ياموسي اما ان تلقي واما نكون اول من القي . قال بل القوا. فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعي. فاوجس في نفسه خيفة موسي. قلنا لاتخف انك انت الاعلي. والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا, انما صنعوا كيد ساحر .ولا يفلح الساحر حيث اتي. فالقي السحرة سجدا قالوا : آمنا برب هارون وموسي ..." ( طه-- (65) : (70) ) ويلاحظ علي النص القرآني بالمخالفة للنص التوراتي:
اولا: ان ملقي العصا هو موسي وليس هارون.
ثانيا: توقف تحدي السحرة لموسي وايمانهم به , علي عكس استمرارهم في تحديه في النص التوراتي. ..وجاء في تفسير بن كثير ": ..فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه وولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه علموا علم اليقين ان هذا الذي فعله موسي ليس من قبيل السحر والحيل وانه حق لا مرية فيه ولا يقدر عليه الا الذي يقول للشئ كن فيكون , فعند ذلك وقعوا سجدا لله وقالوا امنا برب العالمين..." (1)
ثالثا: الادانة المباشرة والصريحة للسحر والسحرة. وذلك علي عكس مجرد الضيق من عمل السحرة ومعارضتهم بالسحر في الرواية التوراتية
رابعا: ان ما اتهاه سحرة فرعون انما هو من قبيل الخيال والتخييل علي ما جاء بالنص القرآني علي عكس ما يفهم من النص التوراتي من وجود وقائع ملموسة مثل اماتة السمك وانتانه في النهر واصعاد الضفادع .
خامسا : يلاحظ اختلافا في ماهية المعجزات و الايات او الضربات وعددها بين التوراه والقرآن. فالقرآن يعد هذه الايات " تسع آيات" كما جاء في الآية ( 101- الاسراء).. وياتي تعدادها عند بن كثير كلأتي: " ...يخب الله تعالي انه بعث موسي بتسع آيات بينات وهي الدلائل علي نبوته وصدق ما اخبر به عمن ارسله الي فرعون وهي : العصا واليد والسنين والبحر والطوفان والجراد والنمل آيات مفصلات ( قاله بن عباس )....وعن مجاهد وعكرمة والشعبي : هي يده وعصاه والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي, وجعل الحسن البصري السنين ونقص الثمرات واحدة عنده وان التاسعة هي تلقف العصا ما يأفكون..." (2). والخلاف هنا لايقتصر علي العدد فحسب وانما يمتد لماهية المعجزة (او الضربة حسب التعبير التوراتي)...فاظهار اليد بيضاء لم تذكر في التوراه وهي محتسبة قرانيا وكذلك العصا هي معجزة في القرأن ولم تحتسب في التوراة ضمن العدد, بينما لم تذكر ضربة موت ابكار شعب مصر في القرآن وهي محتسبة في التوراة وكذلك الاظلام...
سادسا : ان الآيات او الضربات تحتسب في التوراه وكانها ضمن مباراة في السحر بينما هي في القرآن تقع في دائرة " معجزات الانبياء" في مقابل السحر...
| |
|